إن لكل منا قدره في هذه الحياة وكل إنسان وله نهايته المختلفة، نتمني جميعا من الله حسن الخاتمة، نري بيننا أناس كثر لهم أعمال صالحة نشهد عليها وتظهر في حسن خاتمتهم، ولكن دائما يكمن السر في صدق القلوب، وما الذي بينك بين الله نري اليوم مثالا صادقا للنيه الصالحة المخلصة لرب العالمين وهو للفنانة الألمانية ماري كوليكوفيسكي، والتي لايعلم أحد عنها الكثير.
الفنانة التي توفيت أمام قبر الرسول ودفنت في البقيع
حياتها :
البداية لأب وأم غير مسؤليين وأسرة مفككة كان كل منهم يجري وراء ملذاتة وشهواته لايختلفان عن بعضهما البعض إنفصلا وضاع الأبناء وذهب أخواتها لمحاولة جني الأموال من طرق سيئة ولكن ماري رفضت أن تسلك هذا الطريق فضلت أن تعمل جرسونة في أحد المطاعم علي أن تعيش حياتها بطريقة سيئة.
وفي إحدي المرات وهي تعمل رآها منتج وأعجب بها، وعرض عليها العمل كممثلة ورحبت بالأمر، ولكن أدوارها صغيرة وكانت كومبارس وكان العمل بين المانيا والنمسا.
اللحظة الحاسمة :
إلي أن جاءت اللحظة الحاسمة في حياتها ووصل فريق عمل فيلم( قنديل أم هاشم) إلي ألمانيا، لتصوير جزء من الفيلم هناك وكانوا يبحثون عن فتاة تقوم بدور حبيبة الفنان شكري سرحان، ولكن بشرط أن يكون الأجر زهيد وبالفعل بدأوا في مخاطبة مكاتب الريجسيرات، إلي أن علمت هي بالأمر فقلبت الدور المعروض.
وبدأت تدرس دورها في الفيلم وتسأل عن ما يدور داخلة ومن هي السيدة زينب رضوان الله عليها، وبالفعل بدأوا يشرحون لها ومن هنا بدأ الإندهاش والإعجاب الواضح، وتنبهر بمدي الطهر والنقاء لآل بيت رسول الله، وبدأت تشعر بالأمان والسلام والصفاء النفسي التي كانت تفتقده في حياتها.
بداية التعلق والحب :
وكانت نهاية تصوير الفيلم وكان من الطبيعي العودة إلي مصر، ولكنها قد إرتبطت بهم فعلا ولمتستطع أن تبتعد وبعد سفر فريق عمل الفيلم بيومين فقط، قررت الذهاب إلي مصر ولم تكن تمتلك من المال، إلا جزء قليل يغطي ثمن التذكرة وجزء من مصاريفها ولكن الروح تشتاق.
الهدف الأساسي من الرحلة زيارة ستنا زينب رضوان الله عليها وبالفعل وصلت مطار القاهرة، وأخدت تاكسي إلي السيدة زينب ولكنها لم تكن تتحدث العربية إطلاقا حتي دورها الذي أدتة أمام الفنان شكري سرحان كان باللغة الألمانية، ولكن شهامة المصريين لها رأي أخر وساعدوها في الزيارة وبالفعل تواصل أهل الخير إلي الفنان عبد الوارث عسر، والذي كان مشاركا في هذا الفيلم وبالفعل وصلت إلي منزلة، وما أن رآها إلا ورحب بها ترحيبا شديدا وفي هذه اللحظة أبلغتة أنها تريد إشهار إسلامها
فكان رد الفنان عبد الوارث عسر أنه قال لها إستريحي اليوم لأنك مرهقه من السفر، ولكنها أصرت علي ماتريد وأمام إصرارها الشديد، ماكان له إلا أن يأخذها ويذهب بها إلي دار الإفتاء وتشهر إسلامها علي يد مفتي الديار المصرية في هذا الوقت، وهو الشيخ أحمد عبد العال هريدي، وأطلقت علي نفسها إسم (زينب الحسين علي).
وأهداها فضيلة المفتي نسخة من القرآن الكريم مترجمة للغة الألمانية، وذهبت مع الفنان عبد الوارث عسر وهي في الطريق كانت تبكي بشدة، وقالت له أنها تريد الذهاب للحج وأندهش الفنان عبد الوارث عسر إلي أن نظر إلي المصحف في يديها، ورآها تقرأ سورة الحج، وكأنها إشارة من الله عز وجل.
وبالفعل ذهب لكي يحجز لها التذكرة وسبحان الله كان ثمن التذكرة هو أخر مال كانت تملكة، ويشاء القدر أن يقابل الفنان عبد الوارث عسر الفنان محمد توفيق، والذي كان يشارك في نفس الفيلم وروي له ماحدث فقال خيرا تذهب معي أنا وزوجتي ونبقي صحبة.
وتذهب في نفس اليوم للأزهر الشريف حتي يعلمونها مناسك الحج وأخذت ما بين قراءة القرآن وتعلم مناسك الحج طيلة الأسبوع المتبقي لها علي السفر لدرجة أنها كانت لاتترك المصحف من يديها ولا تنام إلا قليلا.
وبالفعل جاء وقت السفر وأدت مناسك الحج، وكانت زوجة الأستاذ محمد توفيق تروي أنها كانت مثل الفراشة ولايظهر عليها أي إرهاق أو تعب وكانت تسبقهم في أداء المناسك.
نهايه الرحلة ورؤية الحبيب :
وجاء وقت الذهاب لزيارة رسول الله في المدينة المنورة، وتروي زوجة الأستاذ محمد أنها لم تكن الزيارة الأولي لها هي وزوجها لرسول الله ولكن هذه المرة تختلف إذ كانت ميسرة جدا، والطريق مفتوحة لزيارة قبر الرسول ولقينا نفسنا أمام المقام ز الشريف، وحدث هنا مالم تكن تتوقعه وهي تنظر إلي زينب ورأت وجهها يخرج منه نورا شديد لدرجة أنها شكت أن تكون هذه زينب التي دخلت معها.
وأخذت تنظر تجاهي وكانها تقول أترين ما أراه ومرة واحدة رأيتها تضم مصحفها علي قلبها وترفع يدها اليمني وتقول بلغة عربية سليمة تماما، أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، ووقعت علي الأرض وظننا أنها مغمي عليها ولكنها ماتت ، ومن شهادة المتواجدات معنا في الحج أصرت السلطات السعودية علي دفنها في البقيع.
دافنشي
تعليقات
إرسال تعليق